محمد راشد عبد الحميد العياري.. دكتوراه تجسّد حلم أم ورسالة جيل في تطوير العمل الدبلوماسي

في زمنٍ أصبحت فيه المؤسسات الدبلوماسية بحاجة ماسة إلى تطوير أدواتها وأساليبها، يبرز اسم الدكتور محمد راشد عبد الحميد العياري كأحد الأصوات الأكاديمية المصرية الشابة التي تطرح رؤية جديدة تمزج بين القيادة الاستراتيجية والصحة النفسية لتحقيق أداء دبلوماسي فعّال ومستدام.

من قلب مدينة طنطا بمحافظة الغربية، انطلقت رحلة الدكتور محمد راشد، المولود في 29 ديسمبر 1984، ليحقق حلمًا عاش طويلًا في قلب والدته – رحمها الله – التي كانت أول من آمن به ورأت فيه الدكتور قبل أن يراه هو في نفسه.

الدكتوراه.. تتويج لمسار إنساني وعلمي

حصل الدكتور راشد على درجة الدكتوراه المهنية في إدارة الأعمال، مقدمًا أطروحة بعنوان:

“أثر القيادة الاستراتيجية والصحة النفسية في تطوير المؤسسات الدبلوماسية والقنصلية”

وهو موضوع يُعد من أوائل الدراسات العربية التي تلقي الضوء على العلاقة بين القيادة الواعية، والاستقرار النفسي للعاملين، وتأثير ذلك على جودة الأداء في واحدة من أكثر البيئات تعقيدًا وحساسية.

يشير الباحث في دراسته إلى أن المؤسسات القنصلية والدبلوماسية لا يكفيها التطوير الإداري وحده، بل تحتاج إلى بيئة عمل داعمة نفسيًا، تُمكّن الموظفين من اتخاذ قرارات متّزنة تحت ضغط، وتُعزز من قدرتهم على تمثيل الدولة بما يليق بها من كفاءة وتوازن.

“أمي شافتني دكتور قبل ما أشوف نفسي”

وفي لفتة صادقة ومؤثرة، قال الدكتور محمد راشد في يوم مناقشة رسالته:

> “أمي كانت دايمًا شايفاني دكتور قبل ما أشوف نفسي. كانت بتدعيني بالنجاح من غير ما أعرف، وتدعمني من غير ما أطلب. لما وقفت على المنصة، حسيت بروحها جنبي بتضحك وتقول لي: (أنا قلتلك يا ابني، هتوصل).”

وأهدى نجاحه إلى روحها الطاهرة، راجيًا من الله أن يجعل هذا الإنجاز في ميزان حسناتها.

كما وجّه شكره لزوجته التي وصفها بـ”الرفيقة التي دفعت بالعزيمة كلما ضعُفت”، ولم ينسَ أولاده الذين تحمّلوا غيابه وانشغاله، وأصدقائه الذين وقفوا بجانبه في أدق التفاصيل، من الإعداد إلى الدعم المعنوي.

رسالة تطوير للمؤسسات الرسمية

في ختام رحلته الأكاديمية، وجّه الدكتور راشد رسالة واضحة لصنّاع القرار، دعا فيها إلى النظر للعنصر البشري باعتباره محور التطوير الحقيقي داخل المؤسسات الرسمية، قائلاً:

> “اللوائح ضرورية، لكن الإنسان هو الأساس. القيادة ليست سلطة فقط، بل مسؤولية نفسية ومعنوية تجاه الفريق.”

من طنطا إلى المستقبل العربي

بهذا الإنجاز، يضع الدكتور محمد راشد عبد الحميد العياري نفسه ضمن قائمة الباحثين العرب الذين يسعون لتطوير مؤسسات الدولة بعقل علمي وقلب إنساني. دكتوراه لم تكن مجرد ورقة، بل فصلًا جديدًا من قصة بدأت بحلم أم… وتحوّلت إلى رسالة جيل.